[quote]لشعر السياسي في العصر الاموي
ويقصد به : القصائد التي قيلت لاحياء أو تمجيد أو دعوة لفكرة سياسية أو هو نضال عن حكم او نظرية معينة فيه , فهو دفاع من جهة وهجوم من جهة اخرى, ودفاعه يكون عن نظرية يعتنقها جماعة وهجوم على خصومه الذين يعارضونه .
وكما قال شوفي ضيف (المديح شئ والشعر السياسي شئ اخر)لان المديح والثناء الذي يقدمه الشاعر ان هوالا طمعا بعطاء او لتقريب منزلة .
ففي العصر الاموي كثرت الانشقاقات في الامة الاسلامية وتكتلت على شكل احزاب ومن ابرزها .
1.
الحزب الاموي : الذي استحوذ على السلطة والنفوذ في هذه الفترة (بمعنى ادق الحزب الحاكم )
2. الحزب العلوي : والذي تمثل باهل البيت( عليهم السلام ) ومواليهم
3. الخوارج : ويرى بعض الباحثين انهم من اقدم الفرق الاسلامية
4. الحزب الزبيري :الذي تزعمه عبدالله بن الزبير واخيه مصعب
ومن الجدير بالذكر ان هذه الاحزاب عدى الاول منها تلتقي في موضوع واحد وهو ان بني امية مغتصبون للخلافة
لقد كثرت الخلافات والنزاعات السياسية بين العرب أنفسهم وبين العرب والموالي، كما كثُر الاضطهاد السياسي لخصوم الدولة الاُموية، لذلك برزت ظاهرة الشعر السياسي بما فيها النقائض((1)) والفنون الأدبية الاُخرى، كالخطابة والرسالة وديوان الرسائل والنقد.
لذلك أصبح الشعر لساناً يعبّر عن أهداف الجهة التي يعود إليها الشاعر.
وهذا النوع من الشعر السياسي الديني يمثّل:
الأدب والشعر السياسي الديني، والذي يحتوي على:
1 ـ شعر الشيعة: ويتمثّل بشعر الشاعر الكميت الأسدي.
2 ـ شعر الخوارج: ويتمثّل هذا النوع بشعر عمران بن حطّان الذي مدح ابن ملجم على ضربته لإمام المتّقين عليّ بن أبي طالب(عليه السلام) في محراب الكوفة.
3 ـ شعر المرجئة: وهم اُمويّون قالوا إنّنا نطيع الخليفة ولو كان فاسقاً ونرجئ أمره إلى الله فالله هو الذي يتولّى حسابه، ويمثّل هذا الجناح الأخطل المشهور بالخمريات، والحطيئة وجرير، إضافة إلى الفرزدق الذي كان يتردّد على البلاط الاُموي لسدّ ودفع التهمة ولكنّه في آخر عمره قرّر مصيره مع أهل البيت(عليهم السلام).
أوّلاً ـ شعر الشيعة
إنّ تاريخ الشيعة مليء بالثورات والانتفاضات على الحكّام الظالمين، حيث أخذ الطغاة يراقبونهم سرّاً وعلناً مع العلم أنّ الشيعة لم يتراجعوا عن مبدأهم.
لو تصفّحنا كتب الأدب العربي لرأينا أنّ فنون الأدب الشيعي قد مُلئت بها وبالأخص الشعر السياسي الديني; لأنّه أدب يلهب العاطفة ويهيجها نظراً لِما مرّ في تاريخ الشيعة من ثورات، خاصّةً واقعة الطفّ، حيث الدم اُريق، والحرمات انتهكت، والبيوت سُبيت ودُمّرت، والأجساد صُلبت.وعلق شوقي ضيف على الشعر العلوي قائلا( إذا اخذنا نقرأ اشعار شعراء الشيعة وجدناهم محزونين على ائمتهم الذين سفك دمهم الامويون , وقد تحولوا يبكونهم ويندبونهم بدموع لا ترقا ولا تجف وربما كان هذا الطابع أهم ما يميز الشعر الشيعي في هذا العصر فهو زفرات و دموع سخينة) ونتيجةً لهذا كلّه برز شعراء سياسيّون أمثال:
الكميت بن زيد الأسدي، ت سنة 126هـ.
السيّد الحميري، شاعر عاش في العصرين الاُموي والعبّاسي، توفّي سنة 173هـ.
اغراض الشعر العلوي
لقد كان الشعراء الذين مثلوا الحزب العلوي قد نظموا الشعر السياسي لاغراض مختلفة منها .
1. إظهار المحبة لال البيت(عليهم السلام)
2. الاحتجاج لحق الائمة في الخلافة : فهم يدللون على ان الخلافة حقهم وحدهم بادلة دينية وعقلية
3. ابراز الجوانب الدينية والانسانية في شخصية الائمة (المديح السياسي )
4. اضهار الحزن والتفجع على الشهداء من الائمة (الرثاء السياسي)
5. التصدي لخصومهم (الهجاء السياسي )
6. الدعاية لمذهبهم وعقيدتهم التي يؤمنون بها .
الخصائص الفنية للشعر الشيعي (العلوي)
1. ظهوراسلوب الجدل والبرهنة إعتمادا على الحجج القوية والادلة البارعة
2. حرارة العاطفة وصدق الباعث .
3. إمتزاج العناصر السياسية بالعناصر الدينية في شعرهم .
4. يعد شعر الشيعة أدبا جديدأ .
5. تنوع الاسلوب بتنوع الموضوعات .
الكميت بن زيد :
وُلد الكُميت بن زيد الأسدي نحو سنة 60هـ في الكوفة، حيث كان شاعراً وخطيباً وحافظاً للقرآن وفقيهاً وفارساً،, والكميت فضلا عن كونه شاعرأ ,كان خطيبا نشا في الكوفة وتادب على ايدي علمائها واخذ من الاعراب اللغة العربية وعالج الشعر حتى نبغ فيه ويُعتبر شعره ثروة كبيرة، والذي بلغ 5289 بيتاً «إذ قال عنه أبو عكرمة الضبيّ: لولا شعر الكميت لم يكن للّغة ترجمان ولا للبيان لسان».
وأشهر قصائده الهاشميّات التي بلغت 563 بيتا قالها في بني هاشم لإثبات حقّهم السياسي والديني،أنّ الكميت الأسدي ـوهو أحد شعراء الشيعةـ كان يتعصّب للكوفة، وأوّل من جاهر بحبّ آل البيت(عليهم السلام) فــــي شعره والذي يعتبر وثيقة تاريخية. يقابله في هذا العصر أيضاً الشعرا فكان يحتجّ لهم ويدافع عنهم بقوّة طوال حياتـه حتّى قضى شهيد هذا العشق.
لقد احتوت قصائده الفخر والمدح والهجاء والرثاء والحماسة، واشتهر بقصيدته البائية ومن ألمعها:
طرِبت وما شوقاً إلى البيض أطربُ
ولا لَعِباً منّي وذو الشوق يلعبُ
بني هاشم رهط النبيّ فإنّنـــــــــــ ي
بِهِمْ ولَهُمْ أرضى مراراً وأغضبُ
موضوعات شعر كميت
1. السياسية : وهي أهم الموضوعات لكميت ونستطيع ان نوجز مذهبه السياسي في فكرتين هما :
· إن الخلافة وراثية في بني هاشم واولادهم(أولاد علي وفاطمة)لانهم اقرب الناس الى الرسول(صلى الله عليه واله وسلم)واحقهمفي وراثتهواجدرهم على نشر دينهوالحفاظ عليه
· إن بني أمية طغاة وقد سلبوا الخلافة , وعصوا الله, فهم كفار ولن يستقيم حال المسلمين الا بزوال ملكهم
2. المديح وقد خص به بني هاشم , ومدائحه فيهم كثيرة
3. العصبية العدنانية على القحطانية وهذه ايضا من اهم موضوعات كميت ولعله كان اسبق الشعراء الى تاثيرها حتى استطار لهبها مدة من الزمن .
خواص شعر الكميت .
1. المحاججة والمجادلة بالشعر: وقد كان اسبق الشعراء فيهابتاييد احق والتدليل علية بالقرآن والمنطق
2. لم يبدأ هاشمياته بالبكاء على الاطلال بل كان يبدئها بحبه وتاكيد ولائه لال البيت(عليهم السلام) .
3. كان شعرا متدفق طويل النفس :حيث امتازت الكثر من قصائده بطولها .
4. كان كثير الحفظ للشعراء القداما : مما ترك فيه اثرأ عميقا في تجديده حتى اتهمه بعض النقاد بالسرقة كخلف الاحمر (وهو من الناهضين له )
ثانيأ- الشعر الاموي
لقد كان الشعر السياسي في العصر الجاهلي مدحاً سياسياً أو فخراً أو هجاءً، أمّا في هذا العصر فقد تحوّل الشعر السياسي من مجرّد مدح أو هجاء أو تأييد ديني إسلامي إلى شعر سياسي بمعناه الصحيح يدافع عن طائفته التي ينتمي إليها وبكلّ وسائل الدفاع. كما نشأ في هذا العصر فنّ اسمه النقائض جمع نقيضة، وهي قصيدة يردّ بها شاعر على قصيدة خصمه فينتقض معانيها وينسب الفخر لنفسه، ومن ابرز شعرائه ويمثّلهم: جرير والأخطل همام بن غالب (الفرزدق).
أغراض الشعر الاموي
1. الاشادة لبني أمية والاحتجاج لخلافتهم (المديح السياسي)
2. التصدي لاعداء بني امية ومناهضة خصومهم (الهجاء السياسي )
3. تخليد ذكرى من قتلوا من زعماء الحزب وابطاله (الرثاء السياسي)
الخصائص الفنية للشعر الاموي
1. امتزاج المعاني الدينية بالعناصر السياسية
2. تكثر في أشعارهم صفات الائمة التي نجدها تكثر في الشعر الشيعي
3. شيوع المعاني الدينية في شعرهم المناهض للخصوم (الهجاء السياسي)
4. ضعف عنصر الصدق الانفعالي في شعر الامويين بصورة عامة .
ثالثا – الشعر الزبيري
الزبيريون :هم جماعة من قريش , تتلخص فكرتهم السياسية بآن آل أمية مغتصبون للخلافة , وان الخلافة يجب ان تبقى في أبناء الصحابة من قريش والحجاز.
إعتمد هذا الحزب على ما اعتمد عليه الاسلام في أول عهده (نظام الشورى) الانتخاب ومع ذلك فان آل الزبير يصرون على أن الخلافة يجب أنتبقى في مكان واحد وهو الحجاز وفي قبيلة واحدة وهي قريش . وهذه الفكرة حظيت باهتمام اهل الحجاز وايدته قبائل قيس وبفضلها صارت الجزيرة وخراسان تحت إمرة الزبير حيث نهض لامر الخلافة , وتجدر الاشارة الى ان دولة الحزب الزبيري كانت قصيرة العمروالتي اسسها عبد الله بن الزبير وأخيه مصعب وانتهت على ايدي الامويين بمقتلهم , وإنتهى هذا الحزب وتلاشى من الوجود .
من ابرز شعراء هذا الحزب
عًبيد الله بن قيس الرقيات
سراقة بن مرداس البارقي
أغراض الشعر الزبيري
1. الاشادة بال الزبير والتاييد لخلافتهم
2. التصدي لخصوم دعوى الزبير
3. رثاء قتلا الزبيريين
خصائص الشعر الزبيري
1. ضعف الاحتجاج والبرهنة على صواب دعوتهم
2. قلة نتاجهم الشعري.
3. قلة المعاني الدينية في شعرهم
4. قوة وجزالة شعرهم تشبه فصاحة اهل البادية
5. إنفراد شعرهم في التصدي لخصومهم بضروب من الغزل الذي اسماه الباحثون (بالغزل السياسي أو الكيدي او الهجائي)
عبيد الله بن قيس الرقيات
هو عبيد الله بن قيس بن شُريح , وينتهي نسبه الى لؤي بن غالب , وامه قتيلة بنت وهب , ويرتفع نسبها الى عبد مناف فهو اذا من قرشي الاب والام .
أما الرقيات , فالراجح إنه لقب غلب عليه لا على ابيه لانه تغزل في نساء ثلاث , وكلهن تحملنفس الاسم . توفى سنة ( 80 هـ)
خصائص شعر عبيد الله بن القريات
1. لم يقتصر شعره على الدعاية للزبيرين , فانه تغنى بالعلويين وفتخر بقريش .
2. ا شعره السياسي مموزوج بصيغة خطابية .
3. صدق العاطفة في شعره .
4. يغلب على شعره سهولة التعبير ووضوحه واختيار مفرداته وتجانسها
5. نلمس في شعره كثرة الاقتباس من القرآن الكريم .
6. اشتهر بن الرقيات بلون من الغزلاصطلح على تسميته بالغزل الكيدي الذي كان يغيض به خصومه (اي تغزل بمحارم خصومه ) .
7. يمانه بزبيرياته يختلف عن ايمان الكميت في هاشمياته
إنما مُصعب شهاب ٌمن اللـــ
ـه تجلت عن وجهه الظلماءُ
مُلكه مُلك قُوة ٌليس فيــــــه
جبروت ولا بـــــهِ كبريـــــاءُ