مازالت التصريحات التي أدلى بها أليكس فيرغسون المدير الفني لنادي مانشستر يونايتد وتناقلتها وسائل الأعلام حول مباراة البرازيل وانكلترا تثير الجدل خاصة بعد ان كنا قد حسبناها اساءة لقطر ولنفسه وهو ما تناولته كلمة الزميل الدكتور عواضة في مقاله الأخير ..
ونظرا للعلاقة الوطيدة والقديمة التي تربطني مع مساعد فيرغسون وهو رينيه مولينستين الذي عرفناه من سنوات تجربته السابقة في الملاعب القطرية , فقد جرى بيننا اتصال هاتفي وتبادلت معه – كالعادة - الرسائل عبر البريد الألكتروني للحديث حول هذه التصريحات واستجلاء الحقيقة حولها لكونه قريبا منه , فأجابني ضاحكاً : كيف لفيرغسون ان يقول ذلك وهو الذي أحضرني الى جانبه من قطر ..وتعرف جيدا انني أتحدث كثيرا عن تجربتي التدريبية الناجحة في قطر وأتكلم عن قطر بحضور رئيس النادي ديفيد جيل وتذكر – والكلام لرينيه – بأنني قلت لك في العام الماضي ان جيل وفيرغسون على استعداد للحضور الى الدوحة في حالة تلقيهم أية دعوة وأنت من أجلتها !
وأعود لأقول ان رينيه الذي أثق به وأعرف مصداقية ما يقول أكد لي ومن خلالي الى جماهير قطر نفي فيرغسون القاطع لما نسب اليه وانه سيقول خلال زيارته المرتقبة الى الدوحة لمشاهدة المباراة المذكورة رأيه بوضوح لكل وسائل الأعلام القطرية ولأستاد الدوحة التي تبنت الموضوع جملة وتفصيلا ..
وللذين لايعرفون رينيه أقول اذكرهم بتجربته السابقة في الملاعب القطرية يوم عمل في الغرافة وقاده الى احراز لقب بطولة الأندية العربية عام 1999 الى جانب تجربته مع السد والفئات السنية وكل ذلك يجعل من المنطقي ان تكون احكام معلمه فيرغسون مستمدة من تجربة تلميذه مع الفرق القطرية وبخاصة انه استقدم للعمل مع النادي الأنكليزي قبل ثماني سنوات الا بعد ان أنهى تجربة السنوات السبعة التي قضاها بيننا وهي تجربة أفادته كثيرة على المستوى الشخصي وكانت بمثابة البوابة التي عبر منها الى " العالمية " وهو رأي لانقوله جزافا وانما من قناعة لمستها شخصيا منه ومن حديثه الدائم عن تجربة الأحتراف في الملاعب القطرية وتعامله مع ادارات جيدة على المستوين التنظيمي والأحترافي ..
ومع انني لست في صدد تسويغ ما قاله فيرغسون حول المباراة , الا انه يبقى في اطاره الفني كمدرب ينظر من زاويته الخاصة الى المباريات التجريبية وتوقيتها حيث ان فيرغسون وكما ورد في الخبر الذي ننشره في الصفحة الثانية من هذا العدد قال رأيا فنيا في قضية منتخبين تأهلا الى كأس العالم حيث ان أية مباراة تجريبية في توقيت غير مناسب ستعرض لاعبيهما الى اصابات محتملة لاسيما وان عددا كبيرا من لاعبيهما تنتظرهم استحقاقات خارجية على صعيد البطولات الأوربية وهذا يعني ان أية اصابة ستعني هزة عنيفة لأنديتهم !
وحتى ننهي الموضوع , فانني أجد من المناسب القول ان نفي فيرغسون هو بحد ذاته تأكيد جديد لمكانة قطر على خارطة الكرة العالمية وبقدرتها في استقطاب الفعاليات والأحداث الرياضية الكبيرة ما يجعلها قبلة انظار العالم كله بكل جدارة واستحقاق .