جرت الحصة التدريبية التي خاضها المنتخب الوطني، مساء أمس بملعب نادي المريخ بأم درمان، وسط أجواء بهيجة واستثنائية، بسبب التدفق الجماهيري الكبير إلى المدرجات من السودانيين والجزائريين على حد سواء.
المثير للانتباه أن كل السودانيين الحاضرين بالملعب، أعلنوا دعمهم علانية للمنتخب الجزائري، وظهر ذلك جليا خلال تشجيعاتهم التي لم تنقطع لرفقاء بلحاج، حيث صنع مشجعو ''الخضر'' والسودانيون لوحة فنية رائعة على المدرجات، وتجاوب معها اللاعبون كثيرا، حيث ارتاحوا كثيرا للظروف التي يحضرون فيها المباراة، وارتفعت معنويات اللاعبين كثيرا، خاصة بعد أن رفع السودانيون الرايات الجزائرية، ولم يتوقفوا عن التغني بأسماء اللاعبين الجزائريين الذين يبدو أنهم تعرفوا عليهم من خلال المشجعين الجزائريين. وعلى هامش الحصة التدريبية أيضا، تدافع العشرات من السودانيين أمام السياج المحيط بالميدان وطلبوا توقيعات اللاعبين الجزائريين على غرار لموشية، يبدة وزياني، ما خلق أجواء رائعة وحماسية.
ورغم الإجراءات الأمنية التي اتخذتها السلطات السودانية حفاظا على سلامة وراحة المنتخب الجزائري المتواجد في فندق ''برج الفتح'' ذي السبع نجوم، إلا أن ذلك لم يمنع من حدوث بعض الاستفزازات من قبل المصريين المتواجدين في الفندق مع بعض العناصر الوطنية.
البداية كانت عند وصول المنتخب الوطني إلى فندق برج الفتح أول أمس في حدود الساعة الخامسة مساء بتوقيت الجزائر، حيث فضل بعض اللاعبين الاستجمام في المسبح بطلب من المدرب رابح سعدان للاسترجاع، لكن وبمجرد أن أدرك أحد المصريين أن العناصر الوطنية في المسبح، حتى توجه إلى المسبح وراح يصرخ ويردد ''النصر لمصر''، وهو ما أثار سخط صايفي الذي طلب منه مغادرة المسبح لتهدئة الأمور، لكن المصري رفض بحجة أنه حاجز غرفة في الفندق بسعر كبير منذ فترة، وهو ما أفقد صايفي وشاوشي صوابهما، حيث كادت الأمور تعرف مجرى آخر لولا تدخل رجال الأمن الذين طلبوا من المصري مغادرة المسبح فورا وعدم اعتراض طريق اللاعبين مجددا، وإلا مصيره الطرد من الفندق.
وفي صباح أمس وعندما كانت العناصر الوطنية تهم بتناول فطور الصباح، تجدد نفس السيناريو، حيث اعترضت مجموعة من المصريين طريق زياني وبلحاج وراحوا يرددون نفس العبارات، وهو ما أدى إلى اشتباك بعض العناصر الوطنية معهم.
شريط فيديو لتشريح مباراة مصر
كما برمج المدرب الوطني، رابح سعدان، مساء، بعد الحصة التدريبية، حصة لمعاينة شريط فيديو، شرح خلالها المباراة أمام مصر ووقف عند بعض الأخطاء التي ارتكبها بعض اللاعبين تكتيكيا.
كما تحدث المدرب الوطني كثيرا مع لاعبيه خلال مشاهدة الفيديو، حيث كان يقف مرارا عند كل لقطة على أمل استخلاص الدروس وعدم تكرار أخطاء المباراة التي خسرها الخضر ذهنيا قبل بدايتها ميدانيا.
أجواء عائلية وتركيز عال
وباستثناء المناوشات التي حدثت بينهم وبين بعض المتعصبين المصريين، فإن العناصر الوطنية في تركيز كبير، تسودها أجواء عائلية ورغبة كبيرة في الثأر لما حدث لهم في القاهرة ولما حدث أيضا لمناصري المنتخب الجزائري الذين تعرضوا لأبشع الاعتداءات.
حديثهم لا يخلو من أحداث القاهرة
وحسب مصدر من المنتخب الوطني، فإن حديث اللاعبين لا يخلو مما حدث لمناصري الخضر في القاهرة، لاسيما بعد أن تلقوا صورا لمناصرين مصابين عبر الرسائل الإلكترونية لهواتفهم النقالة، وهو ما زاد من عزيمتهم على ألا يذهب دماء الجزائريين سدى.
الصلاة جماعة بقيادة الإمام رحو
وكما جرت العادة في التربصات السابقة، تحرص العناصر الوطنية على أداة الصلاة في وقتها، بقيادة الإمام سليمان رحو، وهو ما خلق نوعا من التلاحم بين العناصر الوطنية التي تحدوها روح قتالية عالية لرفع التحدي وقول كلمتها أمام المنتخب المصري.