سيخوض الحارس فوزي شاوشي أول مباراة رسمية له مع المنتخب الوطني، وشاءت الأقدار أن تكون هذه المباراة فاصلة لتحديد المتأهل إلى مونديال جنوب إفريقيا، ما جعل أنصار ''الخضر'' يتخوفون من أدائه رغم اقتناعهم بإمكاناته، إلى درجة أن البعض يرشحونه ليكون الحارس الأول في المنتخب الوطني.
إذا كان حارس وفاق سطيف يتمنى لو أن زميله الوناس فاواوي لم يتلق الإنذار الثاني في مباراة 14 نوفمبر الجاري ليشارك مجددا في المباراة الفاصلة المقررة هذا الأربعاء نظرا للتجربة التي اكتسبها مع ''الخضر''، فإنه بالمقابل مستعد لرفع التحدي، مثلما علمناه من مصادر في معسكر المنتخب الوطني بالخرطوم، ويكون قد أسرّ إلى زملائه بأنه سيعمل المستحيل من أجل الذود عن عرينه ويساهم في تحقيق حلم 35 ملايين جزائري بالعودة إلى نهائيات كأس العالم بعد 24 سنة من الغياب، لأنه يثق جيدا في إمكاناته التي جعلته يحرق المراحل ليصل في ظرف قياسي إلى المستوى الدولي، حيث كان يلعب قبل ثلاث سنوات في القسم الجهوي الأول لرابطة الوسط مع فريق بلدته شباب برج منايل، ليتنقل إلى شبيبة القبائل التي جلبته إلى صفوفها بعد أن تيقنت بتألقه.
وفي الوقت الذي كان الجميع يترقب بقاءه في كرسي الاحتياط في فريق ''الكناري'' نظرا لوجود حارس دولي اسمه فاواوي، تمكن شاوشي من فرض منطقه من خلال تألقه في أول فرصة أتيحت له بعد فترة الفراغ التي مرّ بها فاواوي، ليصبح الحارس الأساسي ويرغم فاواوي على مغادرة شبيبة القبائل.
ومن هذا المنطلق، يسعى شاوشي إلى دخول المنتخب الوطني من بابه الواسع دون أي عقدة، مثلما أوضحه لزملائه، خاصة بعد الدعم البسيكولوجي الذي يلقاه من زميله فاواوي الذي هو بصدد تزويده بنصائح حارس يكسب تجربة دولية طولية، وكذا العمل البسيكولوجي الذي يقوم به الطاقم الفني سواء كان المدرب الرئيسي رابح سعدان أو مساعده زهير جلول، وكذا بالخصوص مدرب الحراس بلحاجي الذي يقوم بدور كبير في تقليل ضغط المباراة عليه، موضحا له بأن إمكاناته الكبيرة ستجعله رجل المباراة، خاصة إذا علمنا أن شاوشي لديه نقاط قوة ربما أكثـر من فاواوي، حيث يجيد التقاط الكرات العالية التي غالبا ما يعمد إليها المنتخب المصري، إضافة إلى إتقانه اللعب بقدميه وكذا الإسراع في بدء الهجوم سواء بيديه أو برجليه.
واقتناعا منه بأن شاوشي في حاجة ماسة إلى نصائح كثيرة للحفاظ على برودة أعصابه، وهي الميزة الكبرى لزميله فاواوي، فإن رابح سعدان يكون قد شرع في تحضير حارسه ليحافظ على تركيزه مهما كانت طبيعة استفزازات لاعبي المنتخب المصري.
وفي انتظار تألق ابن مدينة برج منايل في مباراة غد ضد منتخب ''الفراعنة''، فإن الطاقم الفني لـ''الخضر'' يتنبأ بميلاد حارس جديد من طينة الكبار، قد ينافس فاواوي على مكان ضمن التشكيلة الأساسية خلال نهائيات كأس أمم إفريقيا، ومن يدري قد يفعلها مثل حارس المنتخب التونسي النايلي الذي تمكن من إزاحة الحارس التونسي ''الأسطورة'' عتوفة من التشكيلة الأساسية في نهائيات كأس العالم 1978 بالأرجنتين، بعد أن كان ''قاهر'' الجزائريين قد خاض كل المباريات التصفوية.