منتديات الاميرة التعليمية
اهلا~ وسهلا ~ بكم ~ نورتم ~ المنتدى ~ بوجودكم ~ فنرجوا تواجدكم معنا وتسجيلاتكم تهمنا ~

أرض الرباط؟؟!!! 0lx19219
منتديات الاميرة التعليمية
اهلا~ وسهلا ~ بكم ~ نورتم ~ المنتدى ~ بوجودكم ~ فنرجوا تواجدكم معنا وتسجيلاتكم تهمنا ~

أرض الرباط؟؟!!! 0lx19219
منتديات الاميرة التعليمية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات الاميرة التعليمية

منتديات الاميرة التعليمية ترحب باعضائها وزوارها الكرام
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
نريد توفر اكبر عدد ممكن من الاعضاء لدلك نقول لجميع زوار المنتدى اهلا وسهلا ومرحبا بكم...نتمنى تسجيلكم
رغبة منا في تطوير وتحسين المنتدى وجب على جميع الاعضاء المشاركين معنا القيام باشهار المنتدى لجميع الاحباب والاصدقاء والقيام بكل اللوازم الضرورية من نشاط في المنتدى بكتابة مواضيع جديدة مفيدة والاقرار بالاخطاء المرتكبة من طرف الاخرين عن طريق تبليغ المدير عنها ننوه الى ان هناك اعضاء غير نشيطين في المنتدى مند تسجيلهم لدلك ننبههم بان بقاءهم على حالتهم دون اي مشاركة واي مساهمة في المنتدى ستؤدي بحدف عضوياتهم من المنتدى نهائيا المفاجاة اعتبارا من يوم25 ديسمبر 2009 قامت ادارة منتديات الامير التعليمية باضافة نقاط الى كل عضو كتب موضوعا جديدا لكن هناك اختلاف من حيث عدد النقاط فالمساهمات اي وضع الردود يساوي نقطة واحدة وكتابة موضوع في جميع الاقسام عدا اقسام التعليم الابتدائي والمتوسط والثانوي ولبكالوريا تساوي نقطتين اضافيتين ...اما اقسام الابتدائي فهي ثلاث نقاط والمتوسط كدلك اما الثانوي ف اربع نقاط والبكالورريا ب خمس نقاط بعني موضوعين في قسم البكالوريا يساوي عشر نقاط في الرصيد ونفس المثال ينطبق على الاخرين..لدلك نتمنى منكم النشاط

 

 أرض الرباط؟؟!!!

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
????
زائر
avatar



أرض الرباط؟؟!!! Empty
مُساهمةموضوع: أرض الرباط؟؟!!!   أرض الرباط؟؟!!! Emptyالجمعة ديسمبر 03, 2010 3:12 am

كالعادة فتح الباب الخارجي لبيته ، وقد تأهب لصلاة الفجر.. يصلح أكمام ثوبه بعد أن كان قد شمرها للوضوء ،وهو يردد : بسم الله الرحمن الرحيم، لا اله الا الله، أصبحنا وأصبح الملك لله .. الى آخر الدعاء الذي اعتاد أن يردده عند خروجه لصلاة الفجر يوميا... وبالرغم من وجود مسجد صغير بجوار بيته .. الا أنه تعود أن يصلي في الجامع الكبير والذي يبعد عنه حوالي عشر دقائق مشيا ،ابتغاء أن يكتب له أجر ممشاه الى الجامع..فكان أول من يصل من المصلين .. يؤدى ركعتين تحية المسجد ومن ثم ركعتي السنة ويدعو ماشاء الله له أن يدعو ، ويتناول المصحف الذي اعتاد أن يقرأ فيه .. ويبدأ يقرأ القرآن بصوت ندي يدعو الى الخشوع.. وبعد أن يفرغ من الصلاة يعود أدراجه الى البيت ... حيث كان من عادته أن يشعل بعض الحطب.. ليحضر لنفسه بعض الشاي ويسخن له رغيف من الخبز ليتناول أفطاره المفضل وهو عبارة عن السلطة الغزاوية بالكشك والفلفل وزيت الزيتون وبعض الزعتر أو "الدقة" .. وكان يحرص على وجود جهاز الراديو الصغير بجانبه .. فيتناول أفطاره وهو يستمع الى نشرات الأخبار .. فيتنقل من محطة الى أخرى .. وكلما انتهت نشرة أخبار من محطة بحث عن محطة أخرى .. وهكذا .. وكأنه كان ينتظر خبرا ما ...وبينما هو كذلك فأذ بزوجته قادمة اليه .. فحيته قائلة : الله يصبحك بالخير يابو"محمود" فرد عليها التحية بأحسن منها ... فجلست تصلح من شأن النار بعود التقطته من جوار "الكانون"
فسألها: ألم يذهب محمود لصلاة الفجر؟!
فأجابت : محمود لم يعد للبيت منذ أن خرج حوالي الساعة الحادية عشرة ليلا .. فاستطرد متسائلا: ولم يعد لغاية الآن ؟! فأجابت : لم يعد بعد ..أنت تعلم أنه ربما التقى ببعض أصدقائه فأخذهم الحديث .. أو أن صديقا له دعاه لتناول طعام الأفطار معه.. وأضافت: شباب ياأبا محمود .. شباب!!
فاستطرد أبو محمود: أدري أنهم شباب .. الله يسترها معاهم .. ويكف عنهم شر أولاد الحرام..
نظر أبو محمود في ساعة يده.. فأذ هي موعد نشرة أخبار أذاعة "صوت أسرائيل" فاستدار بسرعة وحول مؤشر المذياع لتلك الأذاعة لكي يستمع الى نشرة الأخبار.. مشيرا بيده الى زوجته أن لاتتكلم .. فأذ بالمذيع يقول :
صوت اسرائيل من أورشليم القدس .. اليكم نشرة الأخبار...
"تعرضت دورية لجيش الدفاع الى كمين مزدوج نصبه جماعة من المتسللين داخل الخط الأخضر بعد أن تمكنوا من قص السياج الأمني شرق خانيونس .. واشتبكت قواتنا مع أفراد هذا الكمين .. وما زالت الأشتباكات مستمرة لحين أعداد هذا البيان.. وصرح الناطق العسكري بأن هذا الكمين مكون من عدة كمائن ولم نتمكن من معرفة عدد الأفراد المشتركين فيه.. وأن هؤلاء الأفراد مسلحون بأحدث أنواع الأسلحة والقنابل.. وأفاد الناطق .. أن هناك بعض الأصابات في جانب أفراد الدورية ولم تعرف الخسائر التي لحقت بالمتسللين...!وسنوافيكم بالتفاصيل في حين توفرها.."
***
أغلق أبو محمود المذياع.. وشرد ذهنه الى حيث البعيد.. وأذ بصوت جاره" أبو ابراهيم" يتنحنح.. وهو يقول : يابو محمود.. ياعرب .. يريد التنبيه بقدومه ... فأشار أبو محمود لزوجته أن تذهب .. أجاب : أهلا يا بو ابراهيم ... تفضل ... تعال... فسلم أبو ابراهيم وجلس ... فبادر بسؤال أبو محمود: سمعت ياخوي يابو محمود ايش اللي صار؟؟!
فأجاب أبو محمود : أي والله سمعت .. وربك يستر .. الله ينصر المرابطين والمجاهدين..
فقال أبو ابراهيم: اللهم آمين... آمين .. والله باين ياخوي يابو محمود أنها عملية كبيرة!!
فأجاب أبو محمود: الأخبار بتقول : أن الكمين داخل الحدود ... قاموا بقص السلك ودخلوا مسافة مش بسيطة وفاجأوا اليهود من ناحية الشرق .. وهذا لم يتوقعه اليهود..
فقال أبو ابراهيم: والله ياخوي يابو محمود انشغل بالي ... ابني ابراهيم طلع من البيت حوالي الساعة أحدى عشر في الليل ولم يعد لغاية هذه الساعة .. وانت عارف ابني ابراهيم أحيانا بيكون مع المرابطين.. والله عندي احساس انه "معاهم" ..
فرد عليه أبو محمود: يريد أن يطمئن أبو ابراهيم: يارجل وحد الله... تلاقيه راح له مشوار مع أصحابه .... والله حتى ابني محمود صار له طالع من الساعة أحدى عشر أيضا .. وهاي الساعة قربت على الثمانية صباحا وما رجع..
لم يدر في خلد أبو محمود أن أحساس جاره كان صادقا.. ولم يدر في خلده أيضا أن أبنه محمود كان من ضمن الكمين ... ولكن من ضمن المجموعة التي كمنت على الجانب الآخر من الحدود "الجانب الغربي" وكانت مهمة هذا الكمين تغطية انسحاب المجموعة التي كمنت ليس داخل الخط الأخضر كما أشار العدو ولكن خارجه غير أنهم قاموا بقص السلك لهدفين .. الأول: زرع لغم في طريق الدورية والثاني أيهام العدو أنه يوجد كمين بالداخل فينشغل بالبحث عنه... لتغطية انسحاب المجموعة بعد تنفيذ العملية وأنزال أكبر قدر ممكن من الخسائر في صفوف العدو..
***
أم ابراهيم كانت قد أعقبت زوجها الى بيت أبو محمود ..وأخذت طريقها الى داخل البيت الى حيث أم محمود.. فرحبت أم محمود بها ترحيبا حارا.. ودعتها للجلوس ريثما تحضر بعض الشاي .. ولم تنس أم محمود أن تسألها: هل أفطرت ياأم ابراهيم أم أحضر لك أفطارا..؟ شكرتها أم ابراهيم قائلة : " ومين جايته نفس للأكل في هذه الظروف ياأختي ياأم محمود؟؟!! والله النوم طار من عيني من اللي سمعته الليلة.. فقالت أم محمود : سلميها لله ياأختي ياأم أبراهيم .. هذا مكتوب علينا .. نسيتي أن أحنا في أرض الرباط؟؟!!!
أكملت أم محمود تجهيز الشاي وجاءت به الى حيث أم أبراهيم جالسة.. فصبت لهما كوبين من الشاي وجلسا تتبادلان الحديث.. وكأنهما محللتان عسكريتان..شأنهما شأن كل من يعيش على أرض فلسطين.. حيث جعلت الظروف التي يعيشون فيها والأحداث المتلاحقة من كل فلسطيني سواء شيخ أو شاب ، رجل أو امرأة أو طفل خبراء في التحليل العسكري والسياسي والأقتصادي وكل شؤون الحياة فترى الأطفال يحللون في شتى مجالات الحياة..
****
في هذه الأثناء قررت أم علي الذهاب في هذا الوقت المبكر لأم محمود:
كان القلق واضحا في وجه أم علي الشاحب من طول السهر ، والتفكير في كثير من التصرفات الغامضة لابنها "علي" في الأيام الأخيرة .. فكان دائم الترقب .. وكأنه ينتظر شيئا ما أو ينتظر خبرا غير طبيعي .. ولطالما لاحظته عندما كان يرن جرس جواله يسرع ليبتعد قليلا عمن حوله أو يتنحى عنهم عندما كان يرد على أي مكالمة تأتيه .. وكان يحرص أن يتكلم بصوت منخفض لكيلا يسمع من بجواره وكثيرا ماكان يختم مكالمته بعبارة " ربنا يسهل"
وصلت أم علي الى بيت أبي محمود ولاحظت تجمع " ابو أبراهيم وأبو محمود " وقد بدا القلق يعتري وجهيهما ويتكلمان بصوت منخفض وكأنه "همس" فألقت عليهما التحية وأخذت طريقها الى داخل البيت حيث تجلسان "أم محمود وأم ابراهيم "وقد انهمكتا في حديث ، وكأنه تخمين لما يكون قد حدث في الليلة الماضية ... فألقت عليهن التحية ولم تنتظر لسماع الرد بل بادرت بالسؤال: " سمعتي ياختي يام محمود - الطخ- اللي الليلة اللي فاتت"؟؟! والله طول الليل ماجاني نوم .. فردت أم أبراهيم: هو في حد ماسمعه ؟؟والله " امبين على وجهكي قلة النوم " بس وين هذا الطخ..؟؟!!
أجابت عنها أم محمود: والله اليوم في نشرة الأخبار قالوا أن دورية اسرائيلية تعرضت لكمين بيقولوا مزدوج .. أضافت أم علي:" وحتى بيقولوا أنه توجد أصابات في صفوف الدورية .. وأنا جاية في الطريق.. سمعت الناس بيقولوا أنهم شافوا سيارات أسعاف اسرائيلية على الحدود وطيارة هليو كبتر نزلت هناك .. علشان تنقل الجرحى!!"
في هذه الأثناء حضر أبو علي .. لينظم الى المجتمعين ويستفسر عن الأمر...
ها ياجماعة .. ؟؟ ايش الأخبار.؟... والله طول الليل ماجانا نوم من اللي صار على الحدود .. ضرب نار من جميع أنواع الأسلحة .. يبدو أنه اشتباك بين المقاومة ودورية اسرائيلية...
قبل أن أحضر الى هنا سمعت أخبار أذاعة " الشعب" تقول أن عملية نوعية نفذتها المقاومة ضد دورية اسرائيلية .. وأن هناك قتلى وجرحى في الجانب الأسرائيلي...
سأل أبو أبراهيم: من قام بالعملية من فصائل المقاومة؟! أجاب أبو علي : يقولون أنها عملية مشتركة بين جميع الفصائل ولهذا كانت عملية نوعية ناجحة ..
الحقيقة اشي بيرفع الراس .. بارك الله فيهم المقاومين .. كل المقاومين من جميع الفصائل متفاهمين ومتفقين على أن عدونا عدو واحد وهو عدو الجميع وواجب علينا أن نكون يد واحدة لمقاتلته .. هذه هي الأجنحة العسكرية للفصائل ... مش زي القيادات السياسية اللي عمالهم تركوا العدو وطول انهارهم نازلين في بعض على أجهزة الأعلام...
سأل أبو عبد الله ألذي انظم اليهم للتو: وهل توجد اصابات في صفوف المقاومين؟؟ أجاب أبو علي : الى الآن لم يعلن عن أصابات... فقال أبو محمود: ياجماعة عملية مثل هذه لابد أن يكون فيها أصابات ولا يستبعد أن يكون هناك شهداء..!!
فرد الجميع : اللهم سلم المجاهدين وأكتب لهم النصر والتمكين.. وأرجعهم الى أهلهم فائزين ومنتصرين...
في هذه الأثناء وصلت أم رامي لبيت أبو محمود وفي يدها رسالة تسأل عن محمود لكي يبحث عن رامي لأبلاغه ألأمر..
وعندما رآها أبو محمود سألها : خير ياأم رامي ؟؟ أيش الورقة اللي معاكي ؟؟ فقالت: هذة رسالة من أبو رامي جابها الصليب الأحمر من سجن نفحة الأسرائيلي الى رامي يبشرنا بأنه سوف يفرج عنه بعد ثلاثة أسابيع من تاريخ استلامنا للرسالة..فهتف ابو محمود وأبو ابراهيم وأبو علي ... : ماشاء الله.. مبروك انشاءالله.. ربنا يطلعو بالسلامة..ويطمنكوا عليه ..
أبو رامي كان قد اعتقله جنود الأحتلال بعد مداهمة منزله منذ أربعة عشر عاما بتهمة مسؤوليته عن مقتل مستوطن بجوار مستوطنة بالقرب من خانيونس.. وحكم عليه بالسجن لمدة خمسة عشر عاما الا أن المحكمة رأت أن تفرج عنه لحسن سلوكه داخل السجن، وكان قبل أن يعتقل يعمل مدرسا في أحدى مدارس وكالة الغوث .. ألا أنه استغل الوقت في سجنه لأكمال دراسته وحصل على شهادة عليا في العلوم السياسية بالأضافة الى حفظه للقرآن الكريم... وعندما أعتقل كان عمر ابنه رامي سبع سنوات وهو الآن في الحادية والعشرين ..وانظم الى أحدى فصائل المقاومة ويقوم بواجبه في الرباط على أكمل وجه..
سألت أم رامي: أبنك محمود موجود يابو محمود .؟؟.. بدي أخليه يدور لي على رامي علشان أبلغه .. لأنه خرج من الليلة الماضية ولم يعد لغاية الآن..فأجاب أبو محمود.: والله ومحمود خرج في نفس الوقت ولم يعد لغاية الآن.. اتفضلي عند أم محمود ... عندها أم ابراهيم وأم علي... في الداخل.. فاستأذنت ودخلت..وانظمت اليهن في الحديث...وبعد دقائق معدودة دخلت عليهن "أم سعيد" وهي تقول ... البلد قايمة قاعدة بعد اللي صار الليلة والناس محتارة صار حوالي ثلاث ساعات الوضع هادي .. الله يستر .. وللحين مش معروف مين اللي مشترك في هالعملية " من أولاد البلد" ولا معروف أيش صار فيهم..
واستطردت أم سعيد: موجهة كلامها الى أم رامي.. والله ياختي ياأم رامي اني شفت في المنام اللهم اجعله خير .. ان أبني سعيد وابنك رامي .. حاطين ايديهم بأيدين بعض وسط (زفة) كبيرة واللي بيزف فيهم ناس لابسين أبيض في أبيض.. وبتحوم على روسهم طيور بيضاء كثير.. وقعدت أنظر الهم وأقول ماأحلى منظرهم الى أن غابوا في الأفق.. قالت أم رامي ... اللهم أجعله خيرا..
رأى أبو محمود ومن عنده أن يذهبوا للأطمئنان على صحة أبو سعيد ، لأنه كان يعاني من ألم في ركبته لم يتمكن بسببه أن يلتحق بهم حيث هم .. فرحب الجميع بالفكرة وأخذوا طريقهم الى بيت أبو سعيد.. وفي الطريق لاحظوا تجمعات الناس الغير طبيعية .. فقد اتخذت كل مجموعة لها ركنا .. وتعالت أصوات بعضهم ... اللي نفذ العمليةهي : كتائب القسام.. فيعترض الآخر ويقسم أنها سرايا القدس ... ويعلو صوت الثالث وهو يقول ..( علي الطلاق أن اللي عمل العملية كتائب شهداء الأقصى) كل واحد يزعم بل يؤكد أن الفصيل الذي ينتمي اليه هو الذي نفذ العملية..
وصلوا الى بيت أبو سعيد ، طرقوا الباب واستأذنوا وفتحت لهم الباب ابنة أبي سعيد قائلة : تفضلوا ياعمي ... أبي في الداخل .. فدخلوا فرحب بهم أبو سعيد وقبل أن يجلسوا .. بادر وا بالسؤال عن حاله فطمأنهم .. أن الطبيب أمره بالراحة لوجود خشونة في عظام الركبة بحكم التقدم في السن.. أحضرت ابنة أبي سعيد الشاي وقدمته لهم .. فسأل أبو سعيد : أيش الأخبار ياجماعة .. طمنونا... حد عرف ايش صار في العملية التي جرت في الليلة الماضية؟؟! فقال له أبو محمود أن الأخبار المتوفرة لغاية الآن تقول أن هناك أصابات وقتلى في صفوف العدو.. ولا أخبار لغاية الآن عن المقاومين... فأخذ أبو سعيد بالدعاء للمقاومين وسأل الله أن يحميهم ويرجعهم الى أهلهم سالمين غانمين... فأمن الجميع على دعائه ومكثوا يتبادلون الحديث الى أن طرق الباب بشدة وكان أحد شبان الحي ليبلغهم أن بعض الأخبار التي وردت تقول أن هناك شهيد وأصابة خطيرة بين المقاومين ... فانشغل بال الجميع .. وأخذوا يلهجون بالدعاء الى الله أن "يجيب العواقب سليمة"...
خرج الجميع من بيت أبي سعيد وخرج أبو سعيد معهم يتوكأ على عكازه يمشي بصعوبة .. الى أن وصلوا الى جوار الجامع حيث يتجمهر كثير من الناس يحاولون الحصول على خبر أكيد..
في هذه اللحظات جاء من بعيد الشاب "علي" أبن أبي علي وقد بدا على وجهه التعب والأعياء من طول المسافة التي قطعها مشيا محملا برشاشه وعتاده بالأضافة الى رشاش آخر... ادرك الجميع أن عليا كان من ضمن المجموعة التي خاضت المعركة مع العدو فأخذوا يتسابقوا للسلام عليه وتهنئته بالسلامة الا أن عليا أخذ طريقه لوالده فقبله على رأسه ويديه ... قائلا : الحمد لله لقد أنزلنا بهم خسائر كبيرة... فقد قتلنا منهم اثنين وأصبنا ثلاثة أصابات مباشرة .. وشاهدت بأم عيني من المكان الذي كنت أتمركز فيه سيارات الأسعاف التي أتت لنقل القتلى والطائرة الهليو كبتر التي نقلت الجرحى لمستشفى "سيروكا" ببئر السبع.. أحضروا له زجاجة ماء من البقالة المجاورة.. وتناول أبو علي وأبو محمود الرشاشات والذخائر التي كان يحملها وأعطاها لأحد الشباب الموجودين هناك .. أمره أن يذهب بها بحذر الى بيت أبي علي .. في هذه الأثناء وصل "محمود" ابن أبي محمود متمنطقا بسلاحه .. ومعه أيضا سلاحا آخر وعتاد فهرع الى والده وقبل رأسه ويده قائلا : لقد انتصرنا ياأبي بفضل دعواتك ورضاك.. عندها هنأ الجميع أبا محمود وأبا علي.. وسأل أبو سعيد محمود : سعيد كان معكم يامحمود ؟؟ ثم وجه نفس السؤال لعلي : هل كان سعيد معكم ياعلي ؟؟ وأين هو الآن؟؟!
تناول أبو محمود ماكان يحمل محمود من رشاشات وذخائر ودفعها لأحد الشباب قائلا : بسرعة الله يرضى عليك وديهم البيت .. فأخذ الشاب ماأعطاه أبو محمود وركض بها حيث أمره أبو محمود..
رأى الجميع أن أن يذهبوا جميعا الى بيت أبي سعيد لأنه الأقرب لكي يستمعوا الى القصة كاملة من محمود وعلي ،وصاح أبو محمود في المتواجدين : يالله ياشباب كل واحد على بيته ... تفرقوا بسرعة قبل أن تأتي الطائرات خوفا من القصف.. لأن الوضع في غاية الخطورة...
سيارات الأسعاف تهرع الى مكان الأشتباك بعد أن انسحبت قوات الأحتلال من الموقع لنقل المصابين...شهيد واحد والمقاوم الآخر أصيب اصابة خطيرة...
الكثير من الناس هرع الى المستشفى الذي نقل اليه المصاب والشهيد..
أما ابو محمود وأبو علي وأبو سعيد وأبو ابراهيم ومعهم علي ومحمود فقد ذهبوا الى بيت أبي سعيد وهناك استمع الجميع الى تفاصيل العملية من محمود وعلي والتي كانت كما يلي:
كنا قد خططنا للعملية منذ خمسة عشر يوما وانتظرنا الوقت المناسب لتنفيذها...
بعد أن يئسنا من الأنقسام الحاصل في قياداتنا قررنا نحن :
* ابراهيم من "كتائب القسام"
*وأنا محمود من "سرايا القدس"
* ورامي من "قوات الصاعقة"
*وهذا علي من " ألوية الناصر صلاح الدين"
*وعبد الله من " كتائب شهداء الأقصى شعبة نبيل مسعود" انظم اليها حديثا.
وسعيد من " كتائب المجاهدين.."
قررنا أن نقوم بعملية نجسد من خلالها روح الوحدة الوطنية والتي ينادي بها الكثيرون لمجرد الشعارات فقط..ووضعنا الخطة بتفاصيلها وكانت كما يلي:
أولا : أن نقوم بقص السياج الشائك من منطقة معينة لكي نوهم العدو أننا دخلنا الى داخل الخط الأخضر في حين وضعنا نقاط كمائننا خارج الخط نقطة أمامية وتمركز فيها البطل رامي بحيث تكون الى يمين الفتحة بثلاثين مترا تقريبا لكي يقوم بمباغثة أفراد الدورية من الخلف في حال دخولهم للبحث عن من قام بقص السلك ثم الى الخلف بمسافة مئة وخمسين مترا ومقابل الفتحة كمنت أنا محمود وزميلي علي ،والى يميننا بحوالي المئة متر كمن ابراهيم وعبد الله وألى الخلف بحوالي مئة متر كمن سعيد لكي يقوم بتغطية أنسحابنا بعد أتمام العملية.. وهكذا كان .. فعندما مرت الدورية وكنا قد زرعنا لغما في طريقها ولكن قبل الفتحة باتجاه الشمال بمسافة خمسون مترا.. وعندما مرت الدورية المكونة من سيارتين جيب تحمل السيارة الأولى أربعةجنود بالأضافة للسائق وتحمل الثانية ثلاثة، مرت السيارة الأولى على اللغم الذي انفجر فيها ورأينا بأم أعيننا القطع الحديدية وهي تتطاير منها ورأينا أثنان من الجنود يلقوا بأنفسهم الى الأرض وكانوا يحاولوا النهوض الا أنهم يعودوا فيسقطوا على الأرض بينما تعالت صرخاتهم قائلين :" أيما....أيما.."بينما انحرفت السيارة الثانية واستدارت الى أن وصلت الفتحة ونزل منا الجنود يطلقون النار في كل اتجاة ..دون أن نطلق رصاصة واحدة .. الى أن خرجوا خارج السلك من الفتحة وترجلوا وهم يتلفتون يمينا ويسارا ويطلقون النار في كل اتجاة حتى ابتعدوا عن السلك لمسافة خمسين مترا تقريبا .. بدأ رامي عند ئذ بأطلاق النار عليهم بضراوة من الخلف .. فتفاجأوا واستدارو الى الخلف وهم يطلقون النار في اتجاه الشرق .. فباغثناهم أنا وعلي من ناحيتنا وأبراهيم وعبدالله من ناحيةاليمين وسعيد من نقطته من خلفنا. .فتخيل جنود العدو أنهم أمام قوة كبيرة فبدأو بالتقهقر الى الشرق حتى دخلوا السلك ونحن نلاحقهم بأطلاق النار فذهبوا ليتفقدوا ماذا حصل في السيارة التي انفجر فيها اللغم ،ولكنهم عادوا مسرعين الى سيارتهم واستقلوها وانطلقوا عائدين الى جهة الشمال .. فقمنا باستغلال الفرصة وانسحبنا ... وكنا قد اتفقنا قبل القيام بالعملية أن نقوم بالأنسحاب الى جهات متفرقة فينسحب كل فرد منا في اتجاه غير الذي يسلكه الآخر .. وها أنا حضرت أنا وعلي واصطحبنا معنا سلاح زميلينا رامي وسعيد وكنت قد اتصلت بالأسعاف ليقوم بنقلهما بعد أن سلك كل واحد منا طريق غير الطريق الذي سلكها الآخر ولعل زملاءنا يأتون بعد قليل ..
في هذه الأثناء كان ابراهيم وعبدالله قد وصلا كل الى بيته.. وبعد أن بدلا ملابسهما وأودعا أسلحتهما في مكان آمن أخذا طريقهما الى المستشفى الذي نقل اليه الشهيد رامي والمصاب سعيد .. فذهب جميع من كانوا في بيت أبي سعيد ومعهم أبو سعيد الى المستشفى حيث تأكدوا من استشهاد رامي وأصابة سعيد أصابة خطيرة أدت الى نزفه لكثير من الدم .. حيث أعلن المستشفى أنه في حاجة لمن يتبرع بالدم لأنقاذ حياة "سعيد" فتزاحم الشباب ومن كل الميول والأتجاهات للتبرع بدمهم لأنقاذ حياة البطل سعيد...وتمكن الأطباء من أنقاذ حياته .. وتوافد الناس لتهنئة أبو سعيد وأم سعيد بسلامة ابنهما البطل..
وقبل تشييع جثمان الشهيد رامي .. رأى البعض أن يذهب الى مكان استشهاده وكان في مقدمتهم محمود وعلى حيث أرشدا الناس الى مكان مكمن رامي فوجدوا أنه أصيب وزحف بعد اصابته الى أن وصل الى شجرة قريبة وكان قد غط أصبعه في دمه الذي ينزف منه وكتب على جذع الشجرة بالدم عبارتين قصيرتين..
الأولى :"هذا نصر من الله"
والثانية:" قوتنا في وحدتنا"
فجاءت أم رامي ومعها الرسالة التي أرسلها أبو رامي لأبنه يبشره فيها بقرب موعد الأفراج عنه وألصقتها فوق العبارتين...
ذهب الجميع وجاؤابجثمان الشهيد.. وحفروا له قبرا تحت الشجرة ذاتها ودفنوه .. بعد أن أجروا له جنازة لم يسبق لها مثيل..
وكتبوا على قبره..
{وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبيلِ اللّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاء وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ }البقرة154
صدق الله العظيم
زميلكم رضا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
أرض الرباط؟؟!!!
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات الاميرة التعليمية :: المنتدى الادبي :: قسم الشعر و الخواطر و الكلام العدب و القصائد-
انتقل الى: